لم يتصور الإخوان أن الإقبال سيكون على لجان الانتخابات بهذا الشكل، لم يتخيلوا للحظة هذا الزحام على أبواب اللجان، حاولوا رصد أى حالة إجبار أو إملاء يملأون الدنيا بها صياحاً، لم يجدوا، فشكّلوا اللجان الإلكترونية ونزلوا سباً وشتماً عبر منصة «إكس» و«فيس بوك» والمواقع الأخرى فى الشعب المصرى ووصفوه بأوصاف فى منتهى القبح والسفالة. من يدّعون الإيمان والتقوى سبوا وشتموا وركزوا فى قباحتهم وقبحهم على كبار السن ودعوا عليهم بالموت، بل ودعوا إلى الاعتداء عليهم!منتهى انعدام الإنسانية وهستيريا القسوة والانحطاط، كان رد فعل الشركة «المتحدة» فى الإعلام هو الكاميرا ورصد الواقع بصدق، وهذا هو الرد الطبيعى المفحم الذى أصابهم بالجنون، بكل هدوء نزلت كاميرات «المتحدة» فى تغطية غير مسبوقة، اختارت الناس والمواطنين من الشارع دون سابق تجهيز أو ترتيب، تغطية لكل لجان مصر بشبكة مراسلين لم أشاهد مثلها من قبل، مراسلون على أعلى مستوى من المهنية والمهارة، الاستوديو كان متابعاً لما يحدث فى الشارع لحظة بلحظة، لم أضبط برنامجاً واحداً يحرّض على مرشح بعينه وبالاسم، احترام تام وكامل للصمت الانتخابى، جميع القنوات كانت فى خدمة الحدث نفسه.الهستيريا الإخوانية سببها رؤيتهم لهذا الشعب متلاحماً، جنونهم كان مصدره أن هذا الشعب ما زالت فيه روح ٣٠ يونيو، إصرارهم على الاحتفاظ بالهوية الوطنية، ورفضهم تنظيم الخلافة الذى قال بالفم المليان «طظ فى مصر» وأن الوطن ما هو إلا حفنة تراب عفن، الشعب صوّت على لفظ هؤلاء وشطبهم من الحياة السياسية إلى الأبد، هذا هو تفسير حالة الهستيريا التى تعدّت حدود المنطق وحوّلت رموزهم الإعلامية إلى أراجوزات تحاول بالفوتوشوب وبالكذب أن تشوه صورة هذا الوطن النبيل الجميل.رد فعل «المتحدة» يستحق كل الاحتفاء والتحية، رد فعل مؤسسة واثقة من نفسها، هدفها هو العمل الإعلامى والإنجاز المهنى، لا توجد أجندة، لا توجد انحيازات خارج حدود الوطن، الكل يرى ويركز على اهتمامات الناس، رغبات الشارع، تطلعات المستقبل، الرهان كان على الأمان، والمدهش أن المرأة كانت هى الكارت الرابح والصوت المؤثر والدافع القوى فى الانتخابات، شاهدناها فى اللجان وخارج اللجان تعلن انحيازها للمستقبل وتراهن على الحلم، تعرف أن هناك مشكلات وأزمات، ولكنها احترفت التخطيط فى بيتها و«التدبيق» لبكرة، ليتحقّق الأمان فى الغد، مبروك هزيمة لجان الإخوان أمام لجان الانتخاب.